رابعا : ان ما نسبوه اليه من الكذب ينفيه شدة إخلاصه لرسالته ، وانه لا يطالبهم بأجر ، بل كل ما يبتغيه هو خير لهم ، وان يشهد ربه على أفعاله.
خامسا : انه يذكر أبدا بالحق ، وان الحقّ باق ، ويقذفه الله على الباطل فيدمغه ، وانه إذا جاء الحق زهق الباطل ، وهذا أكبر شهادة على صدق رسالات الله ، حيث انها حق ، وأن الله ينصرها.
وتشير الآيات الى ان الهدى من الله ، وان الرسول يهتدي بهدى الله ، وان عاقبة الضلالة تعود الى صاحبها.
سادسا : يحذرهم عذاب الله الذي أعده للكافرين برسالاته حين يؤخذون فزعين ، لا يفوت أحد منهم هربا ، بل يؤخذون من مكان قريب.
وحينذاك قالوا : آمنا ، ولكن كيف يؤمنون هنالك ولا ينفعهم الايمان الا في الدنيا؟! ويكون مثلهم مثل من يريد التناوش من مكان بعيد. أو ليسوا قد كفروا به من قبل يوم كانت الفرصة متاحة؟!
وهكذا لا يبلغون مناهم كما لم يبلغ الأولون أمانيهم لأنهم كانوا في شكّ مريب.
بينات من الآيات :
(٤٣) يخلط أعداء الرسالة أمرها عادة وأمر صاحبها ، فاذا بهم يتركون الحديث عنها وعن الآيات الواضحة التي تتلى عليهم ويحاولون النيل من رسولهم (مبلغها إليهم).
(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ