ينسى كل الآلهة المزيفة التي كان يعبدها ، ينسى هواه ويتجه بقلبه الى ربه.
(وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ)
ولكن ..
(ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ)
وهذه مشكلة الإنسان انه ينسى ساعات الحرج التي مربها ، ولا عذر للإنسان ان يقول : لم اعرف الله. بلى. قد عرفت حين الحاجة ، فقد توجهت آنذاك الى الله.
ونجد في الآية التعبير ب «مسّ» و «أذاقهم» وهما يدلان على أدنى الاحساس ، ويعكسان بالتالي طبيعة البشر الجزوع ، وكيف انه بمجرد ان يمسه ضر يجأر الى ربه ، ثم بمجرد ان يذيقه طعم رحمته ينكفئ ويشرك به.
والمفهوم من الآية ان الناس جميعا يتوجهون الى ربهم عند ما يحسون خطرا ، بينما بعضهم فقط يشركون بربهم عند النعمة.
وفي الآية هذه علاج حالة التحزب ، حيث ان الذين فرقوا دينهم إنما فرحوا بما لديهم ، واغتروا بما يملكون من ثروة أو سلطان ناسين نعم الله عليهم ، وكيف انه سبحانه ملجأهم الأخير حين تتقطع بهم السبل ، وتضيق عليهم مذاهب الدنيا ، هنالك ينسون محاورهم الحزبية ، وانتماءاتهم المختلفة ، ويتجهون الى ربهم العزيز المقتدر.
(٣٤) وهؤلاء الذين يشركون فور إحساسهم بالنعمة ، ويفرحون بما لديهم من نعم ظاهرة فيتبعون الأنداد ، ويتحزبون لبعضهم غرورا بما يملكون ، انهم يكفرون