بسلطان مبين ، بما لا يدع للشك مجالا ، وآنئذ فقط يجوز للعباد الاستماع اليه والتسليم لأوامره.
وهكذا يتساءل الذكر قائلا :
(أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً)
وبرهانا يتسلط على القلب كله ، بما لا يدع فرصة للشك ، كما السلطان الّذي أنزل الله على موسى (ع) بالعصي ، وعلى عيسى (ع) بإحياء الموتى ، وعلى محمد (ص) بالقرآن ، ولا بد ان يكون هذا السلطان واضحا صريحا وكأنه ينطق بالذي يدعونه.
(فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ)
اننا ربما نتساءل : لماذا يرد الله على مثل هؤلاء المشركين؟ فنقول :
ان مشكلة هؤلاء مشكلة ثقافية ، وربما بنيت حياتهم وسياستهم وأعمالهم على أمثال هذه الأفكار ، فينسف الله أمثال هذه الأفكار من أساسها ، ولكي لا يحتجوا على الله يوم القيامة بأنه لم يوضح لهم الحقيقة ، لقد أوضح لهم إياها ، ولا حجة لهم.
وكثير من المشركين يتصورون انهم مكلفون من الله باتباع شركائهم ، أو يزعمون ان الأصنام شفعاء عند الله ، وانها تقربهم اليه زلفى!
كما يزعم الطغاة اليوم حيث يعتبرون أنفسهم ممثلين عن الله سبحانه ، وكذا كان سلاطين المسلمين الذين قاموا باسم الدين ، كان يصورهم الشعراء بأنهم آلهة من دون الله كما قال بعضهم في وصف أحد الخلفاء العباسيين :
ما شئت لا ما شاءت الأقدار |
|
فاحكم فأنت الواحد القهار |