لأنه يرى ان النعم من الله سبحانه ، بينما الكافر يتصور ان النعم من نفسه ، فكلما أعطاه الله خيرا قال : هل من مزيد.
ومن نعم الله العظيمة : الرسالة التي حمّلها أطهر خلقه إلينا ، وما أخسر أولئك الذين أجرموا حين لم تنفعهم الرسالة ، وطوبى للمؤمنين الذين نصرهم الله بما فرض على نفسه سبحانه من تأييدهم.
والرسالات تجلّ عظيم للرحمة الإلهية ، كما السحب المباركة التي تروي الأرض وتملأها خصبا ورزقا ، وتملأ النفوس بشرى ، بعد ان استبد بها اليأس والقنوط.
أفلا تنظر الى الأرض تهتز وتربو ، وتزهو بزرعها البهيج. ان ذلك من آثار رحمة الله ، وهكذا يحيي الأرض بعد موتها. أفلا نهتدي بذلك الى قدرة الرب ، وانه كيف يحي الموتى؟!
وآيات هذا الدرس تثير فينا الاحساس بالتفاؤل والايجابية.
بينات من الآيات :
(٤٧) (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا)
هذه من آثار رحمة الله ، انه لم يبادر إلى إنزال العقوبة بعباده فور انحرافهم عن الدين القيم مما يعرضهم للاصطدام بالسنن الالهية. كلا .. وانما انذرهم عبر رسله.
أرأيت لو شاهدت طفلا يلعب على حافة جبل أو لست تخشى عليه السقوط ، وتسعى بكل جهدك ان تردعه؟! كذلك رسل الله سعوا من أجل إيقاف سقوط