الأمم في وديان الفساد.
ولكن ذلك لا يعني أبدا إكراه الناس ـ عباده ـ على الهداية ، بل الذين أجرموا تعرضوا لانتقام الرب في النهاية ، أما المؤمنون فكان على الله حقا ان ينصرهم قال تعالى :
(وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)
ورد في الحديث عن رسول الله (ص) انه قال :
ما من امرء مسلم يرد عن عرض أخيه الا كان حقا على الله ان يرد عنه نار جهنم يوم القيامة ، ثم قرأ (ص) : «وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ» (٢)
ونصر الله المؤمنين لا يعني بالضرورة ان يكون مباشرة بيد الله سبحانه ، بل قد يكون نصر المؤمنين عن طريق بعض المؤمنين أنفسهم ، فالله سبحانه يدفع الناس بعضهم ببعض ، ومثل ما يعذب الكافرين بأيدي المؤمنين كذلك ينصر المؤمنين ببعضهم.
(٤٨) (اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ)
فالله يرسل الرياح فتكثّف السحاب ، وتركمه بعضه على بعض ، وتبسطه في السماء كيف يشاء الله ، ويمطره على من يشاء من عباده.
والإثارة بمعنى السّوق ، وأثار الغبار هيّجه ، والبسط قد يقال للبساط من البسط
__________________
(٢) تفسير نور الثقلين / ج (٤) / ص (١٩١).