الْمُبْطِلُونَ)
أولئك الجاهلون يزعمون أنّ تكذيبهم بالساعة واستهزاءهم بها يكفيهم ، كلّا .. يقول ربّنا : إنّ ملك السموات والأرض لله ، والله لا يعطي شيئا منها لأحد باطلا ، وإنّما رزقهم منها ما يمتحنهم به ، فإذا عملوا باطلا فإنّهم يخسرون يوم القيامة. أو ليست الدنيا مزرعة الآخرة؟ أو ليس ما بأيدينا من قوة ومال وبنين هو رأسمالنا الوحيد ، فإذا لم نصلح أمره بل جعلناه في يد اللهو والباطل فإنّ ذلك الخسران؟
[٢٨] ويقصّ علينا حالة الأمم التي قالت وعملت باطلا في ذلك اليوم الرهيب ، ويقول :
(وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً)
الجثو : هو الجلوس على الركب بخشوع وذل.
(كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا)
إنّ الكتاب هو كتاب أعمال الأمم.
وهناك سؤال : لماذا يقول ربّنا : «كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا» ، ولم يقل : (كلّ فرد يدعى ..)؟
ولعلّ الجواب أنّ القرآن الحكيم يشير إلى حسّ التوافق مع المجتمع في الإنسان ، التي تجعل المجموع مسئولا عن كلّ فرد ، كما أنّ الفرد له مسئولية تجاه المجموع ، ذلك لأنّ كثيرا من أعمال الفرد وعاداته إنّما المسؤول عنها المجموع ، ونستطيع أن نشبّه التجمّع بقافلة ركّاب ، فلو سقطت في الوادي لهلك أهلها جميعا.
والقرآن يسفّه حالة الانسياق وراء المجتمع ، قال رسول الله (ص) : «لا يكن