الأولى.
[٢٨] فلما ذا تولّوا عن النذر ، ولم يستجيبوا لداعي الله ، ولماذا لم يعتبروا بمصير من سبقهم؟
لأنّهم اتخذوا من دون الله قربانا آلهة فزعموا أنّهم ينصرونهم من عذاب الله ، ولكن هيهات.
وهكذا يزعم الإنسان أنّ بمقدوره التمسك بذيل من يزعم أنّهم مقرّبون إلى الله ، من آبائه أو عظماء قومه لينجونه من مصيره ، وهكذا يخدع نفسه ويظل في غروره حتى يأتيه العذاب فيكتشف متأخّرا أنّه كان في ضلال بعيد ، وأنّهم لا يستطيعون نصره أبدا.
(فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً آلِهَةً)
وكما أنّهم لم يقدروا على نصرهم في الدنيا من الدمار فإنّهم لا ينصرونهم في الآخرة من عذاب النار.
(بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ)
لقد ضلّت الآلهة عنهم فلم يجدوا لها أثرا عند نزول العذاب ، شأنهم شأن كلّ دجل وخداع ترى له صورا ، وتسمع جلبة ، وتستقبل وعودا في الرخاء ، أمّا عند الشدة فهي تتلاشى كما يتلاشى السراب عند ما تقترب منه.
ولكن من المسؤول : الآلهة التي طالما وعدت أنصارها بالنصر ثم ضلّت عنهم عند ما دقّت ساعة الانتقام ، أم أولئك الذين خدعوا بهم؟ لا ريب أنّ الذين قبلوا الانسياق مع ضلالات الآلهة هم المسؤولون ، لأنّ الآلهة من دون الأنصار لا تعني