شيئا. أرأيت لو لم يعبد أحد صنما هل يختلف الصنم عن أيّة حجارة أخرى؟ أو رأيت إن لم يتبع الناس الطغاة هل هم يتميّزون شيئا عن غيرهم؟
إذا المسؤول أوّلا الإنسان الذي يصنع الإفك ، ويفتري على الله.
(وَذلِكَ إِفْكُهُمْ)
قالوا : الإفك الكذب ، وكذلك الأفيكة ، والجمع الأفائك ، وإفك الجماعة كان يتمثّل في تقديس الآلهة والإعتقاد بقوّتهم.
(وَما كانُوا يَفْتَرُونَ)
ولعلّ المراد من ذلك الأنظمة الفاسدة التي كانت تترتب على هذا الإفك ، والتي كانوا يفترونها على الله كذبا.
وهكذا تكون الحالة الشركية والفساد العريض الذي يؤدي إليه نتيجة ثقافة الضلالة ، وفساد الأخلاق والأنظمة والعادات ، ويزعم البسطاء أنّ الكيان السياسي الفاسد والنظام الاقتصادي والاجتماعي المنحرفين قادرين على المحافظة على مصالحهم ، ولكنّهم يصطدمون فجأة بالواقع المرير الذي يفرزه هذا الإفك الكبير حين لا ينفعهم الندم.
وقد نستلهم من الآية أنّ الأصنام التي كانت تعبد من دون الله ، وكذلك الطغاة والمترفين الذين كانوا يسيطرون على مقدّرات الناس ، إنّما هم جميعا صورة مجسّدة لمجمل ضلالة المجتمع وانحرافه.
[٢٩] ومن الناس من يتخذ الجن آلهة من دون الله ، ويأفك القداسة لهم ، فلا ينتفع بعبر الغابرين اتكالا عليهم ، وقد يستعيذ بهم من دون الله ، ويزعم أنّهم