الصيغة الأكمل للتوراة؟!
(يَهْدِي إِلَى الْحَقِ)
والحق هو ذلك النور الذي يسطع على كلّ قلب سليم ، وكلّ عقل متحرّر ، وكلّ فطرة نقيّة ، وحين يذكّر القرآن به لا يجد الإنسان مبرّرا للكفر به ، إذ يتوافق الكتاب مع حقائق العقل.
وهكذا استدل الجن على صدق الرسالة بمحتواها الحق ، فعرفوا الرسول برسالته فصدّقوا به.
(وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ)
ليس في الكتاب آية إلّا وتهدينا إلى ما يحكم به العقل ، إلّا أنّ العقل لا يقدر على معرفة الشرائع الواضحة لتحقيق الحق ، فمثلا عبادة الله والتحرّر من الطاغوت والعدالة والتقدّم والتعاون والسلام تلك هي الحقائق التي يذكّر بها الشرع ، ويشهد بها العقل ، ولكن كيف نحقّقها؟ إنّ الإجابة عن ذلك نجدها في الرسالة التي تهدينا إلى السبل الواضحة والقويمة لبلوغ الأهداف السامية ، تلك التي نسمّيها بالشريعة والأحكام.
[٣١] وما لبث المنذرون من الجن أن تحمّلوا مسئولية الدعوة بإصدار الأمر بطاعة الرسول بعد أن عرفوا صدقه قائلين :
(يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ)
وأشاروا بكلمة «قومنا» أنّهم يريدون لهم الخير باعتبارهم من قومهم ، ثم أمروا بطاعة الرسول لأنّه يدعو إلى الله ، وهكذا يؤدّبنا القرآن ألّا نكرم أحدا أو نطيعه إلّا