باسم الله وباعتباره داعيا إليه.
(وَآمِنُوا بِهِ)
لعلّ الإجابة هي التسليم له بصورة مجملة ، بينما الإيمان هو العمل برسالته.
(يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ)
تلك الذنوب التي تراكمت علينا قد ذهبت لذّاتها وتلاشت دوافعها ، بينما بقيت تبعتها وآثارها على القلب ، وعواقبها على المستقبل ، لعلّنا نسيناها ، بيد أنّ كتاب ربّنا قد أحصاها ، لذلك كان الخلاص منها غاية منى الموقنين ، وأعظم باعث لهم نحو الطاعة للقيادة الشرعية ، والجهاد في سبيل إعلاء كلمة الحق ، وربما الشهادة في سبيل الله.
وتساءل المفسرون : لماذا قال «مِنْ ذُنُوبِكُمْ» ، أو ليس الإسلام يجبّ ما قبله ، ممّا يعني أنّ الله يغفر كلّ الذنوب السابقة عليه؟ ومن هنا قال بعضهم : إنّ «من» زائدة.
ولكن قال الآخرون : إنّ «من» ليست زائدة ، وإنّ مجرّد الإسلام لا يطهّر صاحبه من تبعات كلّ الذنوب ، بل كلّما عمل الإنسان ببعض الواجبات كلّما سقطت عنه طائفة من الذنوب حتى لا يبقى منها إلّا النزر اليسير ، وانطلاقا من هذا التفسير الموافق لظاهر القرآن (حيث أنّ الظاهر ألّا تكون أيّة كلمة أو حرف زائدة) يجتهد المؤمنون في الأعمال الصالحة لتذهب بالسيئات.
(وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ)
ومن ذا الذي يجير العبد من ربّه المحيط به علما وقدرة؟! وإذا كان الجن