بحاجة إلى من يجيرهم من عذاب الله ، فهل يقدرون على إجارة أحد من الأنس ممّن يستعيدون بهم؟!
حقّا : إنّنا جميعا نبحث عن الأمن فهل نجده إلّا عند ربّنا الكريم ، ولكن هل يجيرنا الربّ من دون طاعة رسوله الداعي إليه؟
[٣٢] وهل يستطيع أحد أن يهرب من حكومة الله ، ويخرج من حدود سلطانه؟ أنّى له ذلك وكلّ ذرّة في وجوده قائمة به سبحانه.
(وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ)
فلا يستطيع هربا من عاقبة كفره أنّى مضى من أطراف هذه الأرض التي هي في قبضة ربّها. إنّه لا يعجزه فرارا كما يعجز أحدنا الآخر بالانتقال من حدود سيطرته أو علمه.
(وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ)
ينصرونه ، بالرغم من أنّ الإنسان يزعم أنّ عشيرته أو أسرته أو حز به وناديه يهرعون إلى مساعدته عند ما يتعرّض للعذاب ، ولكنّ ذلك لا ينفعه أمام عذاب الله الذي قد يشملهم جميعا.
بلى. الخلاص من العذاب ممكن بالهرب إلى الله من عذابه ، والالتجاء إلى فناء عفوه ، فرارا من سطوة انتقامه ، ولكنّ ذلك مشروط بإجابة داعي الله.
(أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
قد يضلّ الإنسان وهو يزعم أنّه على هدى ، ولكنّ ضلال البشر عن ربّه لا يمكن