الفطرة النقية مسّا رقيقا :
(أَوَلَمْ يَرَوْا)
إنّها حقيقة ترى ليس بالعين وحدها ، فإنّ البصر قد يزيغ ، ولكن بالقلب الذي تجتمع لديه أحاسيس كلّ الجوارح.
(أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى)
بلى. لأنّنا نشهد في كلّ أفق من آفاق هذه الخليقة الواسعة تجدّد الحياة بعد الموت ، فهذا الربيع حيث تحيا الأرض بعد موتها ، وتستيقظ الأشجار بعد همودها ، تشهد بقدرة البارئ التي تحيط بكلّ شيء.
إنّ التنوّع الهائل الذي يعجز البشر عن إحصائه في الخلق : من أقسام الأحجار والمعادن والأتربة وصنوف الأحياء ، ومن الفيروس حتى الفيل ، ومن أصغر خلية حيّة في البحر حتى الحوت العظيم ، ومن أصغر حشرة طائرة حتى النسور والعقبان.
واختلاف البشر خلقا ، وتقلّبهم من حالة النطفة حتى بلوغ مرحلة الاكتمال.
ثمّ ما أوتينا من عظيم خلق السموات التي لو قيست أرضنا بها لكانت كحبّة رمل في صحراء واسعة.
كلّ ذلك يرينا جانبا من قدرة الله ، وأنّه سبحانه لا يعجزه شيء أبدا .. فهل يستحيل عليه أن يحيي الموتى؟!
(بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)