(وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ ، وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) ، لأنهم لم يسعوا في الدنيا لاتقائها.
وينسف القرآن أساس الأفكار على القوة الظاهرية التي يملكها الكفار ببيان : ان هناك قرى كانت أشد من قرية مكة أهلكها الله فلم يكن لها ناصر.
٦ ـ المؤمنون على هدى من ربهم لا يمارسون عملا إلّا بحجّة واضحة من الله ، بينما الكفار يتبعون أهواءهم التي زيّنت لهم وليسوا سواء أبدا. هؤلاء يمضون على شريعة من الأمر واضحة ، بينما أمر أولئك فرط ، لأنهم يميلون مع رياح الهوى انى اتجهت.
٧ ـ قرار المؤمنين وعاقبة أمرهم الجنة بانهارها المتنوعة التي تعطيهم الرواء ، والقوة ، والنشاط ، واللذة ، وبثمراتها المتنوعة ، وبما فيها من نعمة روحية متمثلة في مغفرة الله ، بينما ليس للكفار إلّا النار بما فيها من ماء يغلي يقطع أمعاءهم.
٨ ـ كل ذلك لأن الكفار أصمّوا آذانهم عن الحق ، بينما اهتدى المؤمنون فزادهم الله هدى ، وعلمهم كيف يتقون النار.
أولئك لا يؤمنون حتى تأتيهم الساعة التي ظهرت علاماتها ، بينما هؤلاء يستغفرون لبعضهم لأنهم يعلمون ألّا إله إلّا الله ، ويستغفرون لذنوبهم ، كما للمؤمنين والمؤمنات.
بعد بيان هذه الصفات التي تبصرنا الفروق بين المؤمنين والكفار ترى السياق ينعطف لبيان المنافقين ، حيث بيّن أمثالهم أيضا ويجعل القتال في سبيل الله محكّ التجربة لهم ، فحين ينتظر المؤمنون حقّا. وبفارغ الصبر الأوامر الالهية بالقتال ترى أولئك إذا نزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال ينظرون نظر المغشي عليه من الموت (خوفا وحزنا) وهكذا يخرج الجهاد أضغانهم ، ويظهر مرض قلوبهم.