الإيمان بمحمّد (ص) دليل لصدق الإيمان بالله ، فمن استكبر عن هذا الإيمان فإنّه قد كفر بالحق وهو أساس كلّ إيمان.
(وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ)
فلأنّه حق من الله لا بد من التسليم له ، لا على أسس باطلة ، فلأنّ محمّدا (ص) خليفة الله في الأرض لا بد من طاعته والتسليم له ، لا لأنّه قائد عربي أو سيّد قرشي أو عظيم من بني هاشم.
ومن آمن بالرسول انطلاقا من هذه القيمة ـ قيمة الحق ـ آمن كذلك بخلفائه الأئمة الأبرار ، لأنّهم الامتداد الصادق له ، ومن آمن بالأئمة على هذا الأساس فإنّه يؤمن بالفقهاء الصالحين ، الذين هم ورثة الأنبياء وحجج الله بالنيابة .. وهكذا لا يجد المؤمن بالحق حرجا في نفسه من طاعة أولي الأمر الشرعيين ومن التسليم لكلّ ما هو حقّ ، لأنّ مقياسه في كلّ ذلك سواء.
أمّا من آمن بالرسول بحوافز مادية فإنّه ينفصل عن خط الرسول ، ويمضي أنّى اتجهت حوافزه ، فإذا وجد قائدا عربيّا مخالفا للرسول أو سيّدا قرشيّا عاصيا لله أو عظيما هاشميّا فاسقا فإنّه لا يجد حرجا في اتباعه ، بينما الله يأمره بالكفر بالطاغوت والثورة عليه.
(كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ)
يبدو أنّ هذا جزاء إيمانهم. أتدري لماذا؟ لأنّ الهدف الأسمى من تشريع الأحكام ابتلاء الإنسان في مدى طاعته للحق وتسليمه لمن أرسل به ، فإذا أطاع الإنسان ربّه ، وسلّم للقيادة الشرعية ، فقد ابتلي بأصعب الأمور ، ذلك لأنّ الطاعة في المسائل السياسية والاجتماعية ، وحيث تعصف رياح الفتن ، وتغتلم