العصبيات ، ويعلو غبار الشبهات. إنّ هذه الطاعة هي صعب مستصعب لا يحتمله إلّا من امتحن الله قلبه للإيمان.
وإنّ كثيرا من الناس ممّن سكن شيطان الكبر والعصبية في قلوبهم يفضّلون أداء أحمز الأعمال الصالحة على لحظة واحدة من التسليم للقيادة الشرعية فيما يخالف أهواءهم أو يعارض آراءهم.
من هنا يكفّر الله سيئات من أطاع الله ورسوله وأولي الأمر الشرعيين تسليما لله ورضا بما فرضه عليه.
(وَأَصْلَحَ بالَهُمْ)
قالوا : البال هو الحال أو الشأن ، وأمور الإنسان ، وأهمّ أحواله ، وقال بعضهم : هو القلب ، من قولهم : ما يخطر ببالي. (١)
وإصلاح البال : رخاء الحال بما يرضي القلب.
ويبدو أنّ ذلك يتعلّق بالأعمال الصالحة التي أدّوها ضمن إطار الإيمان فأثمرت صلاحا في أنفسهم وما يتعلّق بها من شؤون ، لأنّها كانت في الطريق السليم ، ولو كانت في سبيل الكفر فإنّها لن تثمر بل كان الله يضلّها.
[٣] كيف نقيّم النّاس ، وعلى أيّ مقياس ، هل بلغتهم أو وطنهم أو أنسابهم أو بقدر ما يملكون من مال وجاه وسلطة؟ كلّا .. لأنّ كلّ ذلك جاهلية وتخلّف ، فهل تصادق كلّ من يتحدّث العربية ولو كان خائنا شقيّا؟ وايّهما أفضل لك من يسكن بلادا بعيدة ويسدي إليك خدمة أو جارك السيء الذي دائما يؤذيك؟ وهل
__________________
(١) القرطبي / ج (١٦) ـ ص (٢٢٤).