وإذا كان الهدف من الحرب الأساسي ابتلاء المؤمنين فإنّ النصر من عند الله ، ينزله عليهم متى تمّت حكمة الابتلاء ، وعلم منهم الصبر والاستقامة ، سواء توافرت عوامل النصر الماديّة ، أم لا ، ومعرفة هذه الحقيقة تزيد الجيش الإسلامي بطولة واستبسالا وصبرا واستقامة.
(وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ)
لأنّهم مضوا على النهج الإلهي ، واستشهدوا في سبيل الله ، فإنّ الله الذي لا تضيع عنده الودائع ، الله الذي له ملك السموات والأرض. إنّه سبحانه يحفظ أعمالهم ، ويؤيّد بقدرته القضية التي ضحّوا من أجلها ، وهذا هو أهمّ ما ينشده العاملون في سبيل الله.
ونستوحي من هذه الآية أنّ الدم المقدّس الذي يرخصه صاحبه في سبيل الله هو السياج المنيع لقيم الرسالة.
وربما أشار إلى ذلك الحديث المأثور عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في فضل الجهاد في سبيل الله :
«للجنّة باب يقال له باب المجاهدين ، يمضون إليه فاذا هو مفتوح ، وهم متقلّدون سيوفهم ، والجمع في الموقف ، والملائكة ترحّب بهم ، فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلّا في نفسه ، وفقرا في معيشته ، ومحقا في دينه. إنّ الله تبارك وتعالى أعزّ أمّتي بسنابك خيلها ، ومراكز رمحها» (١)
[٥] الأمّة التي تجاهد في سبيل الله لا تضيع جهودها ، ولا تضلّ أعمالها. إنّها سوف تحقّق أهدافها ، ولا يستطيع أحد أن يصادر حقوقها ، وينهب ثرواتها.
__________________
(١) بحار الأنوار / ج (٩٧) ـ ص (٩).