أليست تقاوم المعتدي ، وتصنع حول حقوقها وجهودها سورا منيعا من بطولا أبنائها ودماء شهدائها؟
وهذه الأمّة لا تضلّ طريقها ، لأنّ الله يهديها بفضل جهادها في سبيله.
(سَيَهْدِيهِمْ)
إنّ الجبن أكبر حاجز دون فهم الحقائق ، وكثير من الناس يبرّرون الفساد والتبعية جبنا وفرارا من مواجهة السلطات الطاغية ، وهكذا يخدعون أنفسهم ، ويسلب الله عنهم نور الهداية ، ويذرهم في ظلمات الجهل ، أو لم يقل ربّنا سبحانه : «وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ»؟
بينما المجاهدون الذين يتقدّمون بخطي شجاعة حتى الشهادة في سبيل الله ، يتبصّرون الحقائق بوضوح كاف ، لأنّهم مستعدّون لمواجهتها أنّى كانت عواقب المواجهة.
وهذه الهداية التي يورّثها الشهداء لأمّتهم تتصل بالهداية في الآخرة حيث تبلغ بهم منازلهم في الجنة.
(وَيُصْلِحُ بالَهُمْ)
إنّ الشهادة عنوان الاستقلال ، وسور التقدم ، وطريق الغنى ، وسبيل العزّة ، وأمّة تملك الشهداء لا تعدم هذه المكاسب.
إنّ الحياة السعيدة المطمئنة الصالحة رهينة الدماء التي تراق في سبيل الله.
وصلاح البال ورفاه الحال في الدنيا يتصل بصلاح بال الشهداء في الآخرة (بل