حيث تشاء ، تأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلّقة بالعرش ، ويعطي الرجل منهم سبعين غرفة من غرف الفردوس ما بين صنعاء والشام ، يملأ نورها ما بين الخافقين ، في كلّ غرفة سبعون بابا ، على كلّ باب سبعون مصراعا من ذهب» (١).
[٧] ويحرّض القرآن الذين آمنوا ، واستعدّوا لتنفيذ أوامر الرسالة ، وعرفوا قيم الحق الذي أنزل من ربّهم ، يحرّضهم على الجهاد في سبيل الله بنصر دينه ، ويبشّرهم لقاء ذلك بالفتح والثبات.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ)
ذلك أنّ الإيمان ليس مجرّد العمل بالإسلام في حدود القضايا الشخصية ، وإنّما أيضا تحمّل مسئولية الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله في الأرض.
وربما جاء التعبير بنصر «الله» مع أنّ الله غني عن العالمين ، ليكون شاملا لنصر كلّ ما يتصل بالإيمان بالله ، في كلّ حقل ، وفي كلّ عصر ومصر ، حتى يكون المؤمن قوّاما لله ، مستعدا للدفاع عن الحق أبدا في مواجهة أيّ شخص أو قوّة.
وإنّما جزاء النصر نصر مثله ، فمتى نصرت الله بتطبيق دينه على نفسك وأهلك والأقربين منك ومجتمعك ، ودافعت عنه ضدّ أعداء الله ، فإنّ الله ينصرك بذات النسبة. أمّا إذا اقتصر نصرك على بعض المجالات فلا تنتظر نصرا شاملا.
وهكذا تتسع آفاق هذه الآية لكلّ جنبات الحياة ، ولا تختصر في الجهاد المقدّس ، بالرغم من أنّه المثل الأعلى لها.
__________________
(١) راجع موسوعة بحار الأنوار / ج (١٠٠) ـ ص (١٣).