(وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ)
آنئذ تبلى حقائق الرجال.
(رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)
من نفاق ، أو شك ، أو جبن.
(يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ)
وهكذا يمتاز المؤمنون عن هؤلاء الذين في قلوبهم مرض ، لأن المؤمنين يثبتون في مختلف الظروف ، بينما هؤلاء في حالة من الرعب تشبه حالة المحتضر الذي يشخص ببصره فزعا ، وهو فاقد لقدرة التركيز وربما قال ربنا : «الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ» ولم يقل : (الذين نافقوا) لأن الخط المنحرف لا يقتصر على المنافقين ، بل يضمّ الكثير ممّن يزعمون أنّهم مؤمنون ولكنّ وجود المرض فيهم يجرّهم الى خط النفاق ، ويتوضح لنا من بعض الآيات ان الذين في قلوبهم مرض هم طائفة أخرى غير المنافقين ، يقول عزّ وجلّ : «لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ».
يهدد القرآن هؤلاء ، ويوعدهم العاقبة السوءى قائلا :
(فَأَوْلى لَهُمْ)
تستخدم هذه الكلمة في اللعن ، واختلفوا في معناها الدقيق ، هل هو بمعنى : يليه مكروه ، أو لهم الويل أو الموت أولى لهم ، ويبدو ان هذه الكلمة تأتي بعد بيان سيئة من سيئاتهم فعلا أو قولا فيكون معناها إنهم يستحقون تلك السيئة وهم أحق بها ، وأولى من غيرهم ، وفي المقام يكون المعنى ان هذه العاقبة السيئة التي انتهوا إليها من