صلّى الله عليه وآله حين قال : «فاذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن» (١) وقال الامام أمير المؤمنين عليه السّلام : «عليكم بكتاب الله فانه الحبل المتين ، والنور المبين ، والشفاء النافع ، والريّ الناقع ، والعصمة للمتمسك ، والنجاة للمتعلق». (٢)
والمتدبر في القرآن يطبق آياته على نفسه ، ويتساءل عن آية عائبة فيها ليصلحها ، أو عارفة ناقصة عنده ليكملها ، أو طريقة رشد فيتبعها ، أو منهج ضلال فيتركه.
قال الامام أمير المؤمنين عليه السّلام وهو يصف المؤمنين :
«أما الليل فصافون أقدامهم ، تالين لأجزاء القرآن يرتلونها ترتيلا ، يخوفون به أنفسهم ، ويستثيرون به دواء دائهم. فاذا مروا بآية فيها تشويق ، ركنوا إليها طمعا ، وتطلعت نفوسهم إليها شوقا ، وظنوا أنها نصب أعينهم. وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم ، وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم». (٣)
وبكلمة : إن ما أفهمه من التدبر هو البحث عن تطبيقات الآيات سواء على أنفسهم أو على الخليقة .. ولكن للتدبر أيضا شرطه المتمثل في الانفتاح على القرآن بعيدا عن حجب القلب وأقفاله ، عن تلك الأحكام المسبقة ، والقوالب الفكرية الجاهزة ، والتأويلات القائمة على أساس الهوى والشهوات.
(أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها)
__________________
(١) بحار الأنوار / ج (٩٢) ـ ص (١٧).
(٢) المصدر / ص (٢٣).
(٣) نهج البلاغة / الخطبة رقم (١٩٣).