يكون بمثابة الكلب ، كما قال تعالى : «وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ* وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ». (١)
أما الزبير بن العوام الذي كان له تاريخ نضالي حافل ، وملاحم بطولية رائعة ، ولقد كان يكشف الكرب بسيفه عن وجه رسول الله (ص) ، إنه الآخر انحرف ، إذ أسرته الدنيا بمناصبها الحقيرة وزينتها الفانية .. فدفعه حب الرئاسة الى محاربة إمام عصره أمير المؤمنين علي عليه السّلام.
(نَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ)
وتراجعوا عن العهود والمواثيق التي الزموا أنفسهم بها تجاه الرسول ألّا يخونوه ، وألّا يخذلوه عند لقاء العدو.
(مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى)
وعلموا أن الرسول على حق ، ولكنهم جبنوا عن مواجهة الأعداء ، وبحثوا عن السلطة والثروة.
(الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ)
رغبهم في ذلك عند ما زين لهم الدنيا وغرهم بما فيها من فتنة ظاهرة ، وكلمة سوّل من السؤل أي الحاجة ، وكأن الشيطان جعلهم حريصين على هذه الحاجة ، وأثار فيهم الرغبة فيها.
(وَأَمْلى لَهُمْ)
__________________
(١) الأعراف / (١٧٥ ـ ١٧٦).