قالوا : الكلمة من الأمل بمعنى منّاهم بطول الأمل ، فأنساهم الحساب.
[٢٦] لقد رغبوا في البقاء لينعموا بالرئاسة ، كما إنهم انضموا الى ركب الرسالة من أجلها. لقد كانت حساباتهم تدعوهم الى مواكبه هذا التيار الاجتماعي الصاعد ليرثوا مغانمه ، فما دام الخيرة يتنافسون على نيل الشهادة فسوف يصفو لهم الجو ، وتتاح لهم الفرصة للسيطرة على الناس ، وحكمهم باسم الرسالة .. لذلك ما كانوا ينفكون عن المؤامرة ضد السلطة الشرعية ، وقد بلغ بهم الأمر الى التخابر مع الأعداء (اليهود والمشركين) لجلب تأييدهم!! وأعطوهم وعدا بطاعتهم في بعض القضايا التي تهمهم.
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ)
ولعل الآية تشير الى مؤامرة كان بعض المرتدين يحيكونها في عهد الرسول صلّى الله عليه وآله لينفذوها من بعده. والفئة الكارهة كانت القوة العربية المعارضة للإسلام وهي قوة بني أمية التي عارضت الرسول منذ البداية وحتى استسلامها في فتح مكة ، حيث غيرت استراتيجيتها فقط فعملت سرا بعد ما كانت تعمل جهرا. ويشير الى ذلك حديث مأثور عن الامام الصادق عليه السلام قال : «دعوا بني أمية الى ميثاقهم ألا يصيروا الأمر فينا (أهل بيت الرسالة) بعد النبي ولا يعطونا من الخمس شيئا». (١)
(وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ)
ويمكر بهم وهو خير الماكرين ، وهكذا ذهبت جهود بني أمية هباء ، وبقي الدين خالصا لله عبر القرون بالرغم من ان هدف بني أمية وحلفاءهم كان طمس
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٥) ـ ص (٤٢).