معالمه.
[٢٧] إن نجحت مؤامرتهم ضد الولاية الالهية ، وأفلتوا من عقاب الدنيا ، فهل يهربون من عذاب الله الذي يفاجئهم منذ خروج أرواحهم من الدنيا؟
(فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ)
تلك الوجوه التي كلحت في وجه الحق ، وتلك الأدبار التي تولت عنه ، ولكن أين أعمالهم الصالحة؟ أين صلاتهم وزكاتهم وحسناتهم التي اقترفوها؟ إنها تحبط لأنهم خالفوا الله في أعظم أوامره واتبعوا أهواءهم.
[٢٨] (ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ)
من أهواء. وإذا صلى العبد وصام وقام ، ولكنه اتبع هواه فما ذا ينفعه عمله؟ أو ليست حكمة هذه الفرائض ترويض النفس حتى لا تتبع هواها وتزكيتها من كبرها وحسدها وغلها الدفين فيها ، بينما مثل هؤلاء يكرسون بصلاتهم وأعمالهم كبرهم وعنادهم بل يجعلون صلاتهم وسيلة لنيل شهواتهم من الرئاسة في الدنيا.
(وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ)
المتمثل في ولايته التي أمر بها ، فلم يطيعوا قيادتهم الشرعية.
(فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ)
[٢٩] هكذا ابتلى الله عباده حتى ظهروا على حقيقتهم وأخرج الله ما ستروه من أمراض.
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغانَهُمْ)