دان بولاية إمام جائر ليس من الله ، ولا عتب على من دان بولاية إمام عدل من الله ، قال : قلت : لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء؟ فقال : نعم ، لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء ، ثم قال : أما تسمع لقول الله : «اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ» يخرجهم من ظلمات الذنوب الى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله وقال : «وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ» قال : قلت : أليس الله عنى بها الكفار حين قال : «وَالَّذِينَ كَفَرُوا»؟ قال : فقال : وأي نور للكافر وهو كافر فأخرج منه الى الظلمات؟ انما عني الله بهذا انهم كانوا على نور الإسلام فلما أن تولوا كل امام جائر ليس من الله ، خرجوا بولايتهم إياهم من نور الإسلام الى ظلمات الكفر فأوجب لهم النار مع الكفار ، فقال : «أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ». (١)
[٣٤] هل لهؤلاء الذين كفروا بالرسالة ومضوا على كفرهم من توبة؟ كلا ..
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ)
ويبدو ان أعظم الصدّ هو منع الناس عن الجهاد ، ولو بإصدار الفتاوى السلطانية التي تزور الحقائق ، وتحرف الآيات وتبرر الواقع الفاسد.
(ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ)
بلى. إن هؤلاء الذين يصدّون عن سبيل الله يزعمون انهم سوف يتوبون الى الله ، كما انهم يستخفون بذنوبهم ، أو انهم يحسبون أنهم مهتدون.
__________________
(١) المصدر / ص (١٠٤).