(وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ)
بالفتح ، وبتكريس الإسلام في المجتمع.
(وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً)
قال البعض : الصراط المستقيم هو السبيل الى تدعيم أركان الإسلام ونشره ، ولعلّنا نفهم من الآية والسياق أنّ لكلّ تطوّر جديد في الساحة السياسية معطيات سلبية وإيجابية يخشى أن تحرّف مسيرة الإنسان ، فمع كلّ تطوّر ضغوط ، ومع كلّ ضغط احتمال للانحراف ، والله يعد نبيّه في هذه الآية بأن لا تؤثر فيه تلك التطوّرات ، سواء كانت من نوع الضغوط والهزائم ، أو الاغراءات والانتصارات ، وأن يبقى مستقيما على خطّ الرسالة.
(وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً)
لعلّ معنى العزيز هنا الثابت الذي لا يغالب ، وقد تجسّد هذا النصر في فتح مكة المكرمة ، حيث أنّ صلح الحديبية كان تمهيدا لهذا النصر العزيز.
إذن فللفتح خمس نتائج رئيسية وهامة وهي :
أولا : غفران ذنب الرسول الذي كان يعتقده المشركون ، حيث انتهى بعد الصلح الحصار الاعلامي المطلق ، فتحول الرسول من حركة العصيان والتمرد الى الحركة الشرعية.
ثانيا : إتمام النعمة على الرسول ، بأن هيّأ ربّنا بهذا الصلح له الظروف ليكون أقدر على نشر الدين في المجتمع.