ثالثا : تصفية العقبات التي اعترضت طريق انتشار الإسلام ، وبالتالي دفع جانب من الضغوط التي يواجهها الرسول (ص) وأصحابه.
رابعا : تهيئة الظروف المناسبة للنصر العزيز.
[٤] أمّا النتيجة الخامسة والتي يمكننا اعتبارها نعمة كبيرة بذاتها ، فهي بعث روح السكينة في روع المؤمنين ، فإذا بهم وهم بضع مئات يتحرّكون من المدينة باتجاه مكة التي يوجد فيها عشرات الألوف من أعدائهم المدججين بالسلاح ، ولو لا هذه السكينة لما تحرّك الجيش الاسلامي الى حدودها.
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ)
وهل الايمان يزيد وينقص؟ بلى. إذن فما هو الايمان حتى يقبل الزيادة والنقصان؟ إنّه إقرار بالقلب ، وقول باللسان ، وعمل بالحواس والجوارح ، ومعنى ذلك أنّ الإنسان بكلّ كيانه المادي والمعنوي قوة واحدة يسلم لها بطوعه وإرادته وهي قوة الله ، فليس بإيمان ذلك الذي يبقى في حدود العلم والمعرفة ، دون أن يعكس على صاحبه سلوكا وعملا من جنسه في الحياة ، والقرآن يقول عن فرعون وقومه حيث كفروا بالآيات : «وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ» (١) إذن فيقين القلب وحده لا ينفع من دون العمل الصالح.
إنّ مشركي قريش كانوا يعرفون في داخل أنفسهم صدق الرسول وأمانته ، ولكنّهم لم يعترفوا له بذلك في واقع حياتهم ، بل خالفوه واتهموه بالكذب والسحر ، بينما الايمان الحقيقي هو المعرفة بالقلب والعمل بالجوارح ، ولذلك جاء في حديث
__________________
(١) النمل / ١٤