مفصّل عن الامام علي (ع) أنّ الإيمان موزّع على جوارح الإنسان ، لكلّ جارحة منه ما يناسبها من الايمان (١) ، وبقدر انحراف أيّ جارحة عن التزاماتها يفقد البشر من إيمانه.
وعن الرسول الأعظم (ص): من لقي الله كامل الايمان كان من أهل الجنة ، ومن كان مضيّعا لشيء ممّا فرضه الله تعالى في هذه الجوارح وتعدّى ما أمره الله ، وارتكب ما نهاه عنه ، لقي الله تعالى ناقص الايمان ، قال عزّ وجل : «وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ» ، وقال : «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» ، وقال سبحانه : «إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً» وقال : «وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ» ، وقال : «هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ» ، ويعلق الامام علي (ع) على هذه الرواية فيقول : «فلو كان الايمان كلّه واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان ، لم يكن لأحد فضل على أحد ، ولتساوى الناس ، فبتمام الايمان وكماله دخل المؤمنون الجنّة ، ونالوا الدرجات فيها ، وبذهابه ونقصانه دخل الآخرون النار» (٢).
وربّنا فتح للمسلمين مكة ، وأنزل عليهم السكينة ، لكي يكمل إيمانهم أكثر ، فيصير اقتصادهم واجتماعهم وحكمهم إيمانيّا ، وتصبح سياستهم وشوؤنهم العسكرية مبنية على أساس الايمان.
(وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
__________________
(١) الرواية مفصلة وطويلة ، راجع بح / ج ٩٣ ص ٤٩ ـ ٥٣
(٢) بح / ج ٩٣ ص ٥٣