جزاء أعدائهم ليس سقوطهم من سدّة الحكم ، ولا ما يلقونه من العذاب على أيدي المؤمنين وحسب ، وإنّما جزاؤهم الحقيقي عذاب الله الدائم في الآخرة.
( يُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ)
فهم محاطون بالشر من كلّ جانب ، كما تحيط الدائرة بمركزها.
(وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً)
[٧] وفي خاتمة الدرس يؤكّد ربّنا قوّته وحكمته التي يدبّر بها شؤون الخلق.
(وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً)
وهدف هذا التأكيد على قدرة الله بعث روح الأمل بالنصر والفتح في نفوس المؤمنين ، حيث يشعرهم الربّ بأنّ جند الله الذين لا يحصر عددهم كالملائكة والسنن الطبيعية و.. و.. كلّهم يقفون صفّا واحدا الى جانبهم وهم يجاهدون في سبيله ، فهم على خلاف أعدائهم الذين يحوطهم الشرّ كالدائرة.
صلح الحديبية :
وقبل إنهاء الحديث في هذا الدرس لا بأس أن نقرأ جانبا من قصة الصلح التي تنفع الأمّة الاسلامية في بعض ظروفها ، فهي حينما تصالح عدوّها عن قوّة ومناورة حكيمة فإن صلحها حينئذ سيكون كصلح الحديبية ، أمّا لو صالحت عن ضعف ، وكانت مكاسب العدو منها أكبر من مكاسبها من الصلح فإنّ ذلك استسلام لا يقبله الله.