جاء في تفسير علي بن إبراهيم عن الامام الصادق (عليه السلام) قال : كان سبب نزول هذه الآية وهذا الفتح العظيم أنّ الله جلّ وعزّ أمر رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلّقين ، فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج فخرجوا ، فلمّا نزل ذا الحليفة أحرموا بالعمرة ، وساقوا البدن ، وساق رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ستة وستين بدنة ، وأشعرها عند إحرامه ، وأحرموا من ذي الحليفة ملبّين بالعمرة ، وقد ساق من ساق منهم الهدي معرات مجلّلات ، فلما بلغ قريشا ذلك بعثوا خالد بن الوليد في مأتي فارس كمينا يستقبل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فكان يعارضه على الجبال ، فلمّا كان في بعض الطريق حضرت صلاة الظهر فأذّن بلال فصلّى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالناس ، فقال خالد بن الوليد : لو كنّا حملنا عليهم وهم في الصلاة لأصبناهم ، فإنّهم لا يقطعون صلاتهم ، ولكن تجيء الآن لهم صلاة أخرى أحبّ إليهم من ضياء أبصارهم ، فإذا دخلوا في الصلاة أغرنا عليهم ، فنزل جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بصلاة الخوف في قوله عزّ وجل : «وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ» الآية ، فلمّا كان في اليوم الثاني نزل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الحديبية وهي على طرف الحرم ، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يستنفر الأعراب في طريقه ، فلم يتبعه أحد ، ويقولون : أيطمع محمد (صلّى الله عليه وآله) وأصحابه أن يدخل الحرم أو قد غزتهم قريش في عقر ديارهم فقتلوهم ، أنّه لا يرجع محمّد (صلّى الله عليه وآله) وأصحابه إلى المدينة أبدا.
ومن هذه الرواية نعرف بأنّ الأعراب لم يدخلوا الإسلام ، ولم يقبلوا دعوة الرسول (ص) قبل الصلح (١).
__________________
(١) الى هنا الرواية منقولة عن نور الثقلين / ج ٥ ص ٥٠