وأسد رسوله علي (ع) الذي وتربه النبيّ صناديد قريش.
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ)
فلا تأخذهم في الله لومة لائم ، ولا يتأثّرون بالعواطف في جنبه ، قال الامام علي (ع): «فلقد كنّا مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وإنّ القتل ليدور على الآباء والأبناء والاخوان والقرابات ، فما نزداد على كلّ مصيبة وشدّة إلّا إيمانا» (١).
وفي التاريخ أنّه (ع) جلس على صدر أخيه عقيل قبل إسلامه وقد جرّد سيفه ليقتله ، فنظر إليه أخوه وقال : أتقتلني يا علي ، قال : «إي والله ، إلّا أن تسلم». وأراد الرسول (ص) قتل رجل من المشركين فحاول الآخر استعطافه قائلا : ومن للأولاد وأمّهم بعدي ، ولكنّه لم يعبأ بكلامه بل قتله ، وقال : «لهم الله.» وفي الوقت الذي تتميّز الشخصية الايمانية بالحدّة والشدّة ضدّ الأعداء ، فإنّها في وجهها الآخر كلّها رحمة ولطف بإخوة المسيرة الواحدة.
(رُحَماءُ بَيْنَهُمْ)
هذا عن علاقتهم بالناس ، أمّا عن علاقتهم بالله ، فهي علاقة العبودية والخضوع المطلق .. يمارسون العبادة في كلّ حركة من حركاتهم ، وفي كلّ كلمة ينطقون بها ، لأنّ كلّ ما يصدر منهم هو تجلّ للصلاة والعبادات بأهدافها وقيمها.
(تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً)
إنّك تقرأ الصلاة في سلوكهم ، فهم متصلون بالله ، منتهون عن الفحشاء
__________________
(١) نهج / خ (١٢٢).