الامام علي (ع).
ثم إنّ الرسالات الالهية بشّرت بهذا النبي وبمن حوله من أعلام الرسالة رهبان الليل وفرسان النهار.
(ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ)
وهم في حالة تكامل ورقي نحو الأكمل بصورة منتظمة ، يشبهون في ذلك الشجرة التي تبدأ بذرة ، ولكنّها تتكامل شيئا فشيئا وتنمو إلى أن تصير قويّة قائمة على سوقها.
(كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)
إنّ القائد الذي يربّي هؤلاء الرجال في ظلّ أفكاره وقيادته كان يسرّ إذ يراهم ، أمّا الأعداء فإنّهم يتميّزون غيظا وحنقا كلّما رأوا واحدا يترعرع في ظلّ قيمه ومبادئه ، مقاتلا وقائدا رساليّا يجاهد في سبيل الله تعالى.
وأصحاب النبي محمّد (ص) الحقيقيين هم المعنيّون بالزرع في هذه الآية ، ولكن لا تعني صحبة الرسول صك البراءة من التكاليف الشرعية ، والتحلّل من القيم الالهية ، فليس كلّ الذين عاصروا الرسول أو صحبوه (حتى من دون التمسّك بأهداف الرسالة) تشملهم هذه الآية ، والدليل على ذلك أنّ الله لم يترك الكلام مطلقا ، وإنّما خصّ بالغفران والثواب الذين أحسنوا الصحبة ، وأبلوا بلاء حسنا في الطاعة له ونصر رسالته منهم.
(وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً)