لذنوبهم وأخطائهم ، لأنّ مسيرتهم العامة في الحياة مسيرة سليمة ، والحسنات يذهبنّ السيئات كما ذكر القرآن.
(وَأَجْراً عَظِيماً)
جزاء لأعمالهم الصالحة.
والآية في هذا المقطع تدحض الفكرة القائلة بأنّ مجرد انتماء الإنسان إلى شخص أو تجمّع صالح يكفيه ، ويرفع عنه المسؤولية ، كلّا .. فهو مطالب بتحمّلها والعمل وفقها حتى النفس الأخير ، كما قال الله : «وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» (١) يعني بذلك الموت ، أمّا أن نتصوّر المسؤولية تنتهي بكون الفرد عالما ، أو خطيبا ، أو منتميا إلى حركة إسلامية فلا ، والتأكيد على هذه الفكرة مهم لأنّ الكثير من الناس يعتقدون بأنّ وصولهم إلى مقام ما يرفع عنهم المسؤولية ، ويحوّلها إلى غيرهم.
وأخيرا : إذا كان للرسول (ص) أصحاب فإنّ له إخوانا يأتون فيما بعده ، وإذا لم نحظ بصحبته فلنسعى للتآخي معه ، وذلك بالالتزام بمبادئه ، والسعي الى تحقيق أهدافه في الحياة.
فقد جاء في الخبر عن أبي ذر (رض):
قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أتدرون ما غمّي؟ وفي أيّ شيء تفكيري؟ وفي أيّ شيء اشتياقي؟
فقلنا : يا رسول الله ، أخبرنا عن ذلك ، فقال : أخبركم إن شاء الله. ثم تنفّس الصعداء ، وقال : هاه شوقا إلى إخواني من بعدي! فقلت : يا رسول الله أو لسنا
__________________
(١) الحجر / (٩٩).