الملاك الذي فرض به الإنصات عند تلاوة القرآن موجود في سنة الرسول. وقد قال ربّنا سبحانه : «وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا» (١).
(أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ)
لما ذا يسبب الاستخفاف بالقيادة الشرعية حبطا في العمل؟ لعل السبب يتلخص في أمرين :
أولا : إن أغلب الفرائض تروّض النفس وتطهّرها من الكبر. فاذا طغت النفس وتكبرت على القيادة الشرعية فقد تبين ان هدف الفرائض لم يتحقق ، فاحبطت الصلاة التي تكرس الذاتية ، بدل الخشوع ، والزكاة التي تزيد الهوة والطبقية في الامة ، والحج الذي يورث صاحبه التعالي والتفاخر ، والصيام الذي لا يورث التقوى في النفس ، إنّها جميعا عرضة للاحباط لأنها لم تحقق أهدافها.
ثانيا : إن الولاية عمد الدين ، فاذا سقط العمد ماذا يبقى من الدين؟ أليس الدين نظام اجتماعي متكامل يدور حول محور القيادة الشرعية؟ فاذا ذهبت أنهار كل شيء.
(وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ)
إن أعظم الأمراض خطرا ذلك المرض الذي لا يحس به المبتلى ، لأنه لا يبادر لمعالجته وقد لا يقتنع بالمعالجة ، كذلك أخطر الذنوب الذنب الذي لا يشعر به المتورط فيه لأنه يسير به في طريق جهنم وهو يزعم أنه من أهل الجنة ، ومخالفة القيادة من هذه الذنوب قال الله سبحانه : «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً الَّذِينَ ضَلَّ
__________________
(١) الأعراف / ٢٠٤