سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً» (١).
ونتساءل:لماذا لا يشعر الإنسان بخطورة مخالفة القيادة الشرعية أو الاستخفاف بها؟
ويبدو ان النفس تسول لصاحبها بعض الذنوب بصورة تجعلها حسنات ، فهي كمرض النوم (تسي تسي) يجعل ضحيته يخلد الى النوم حتى الموت ، وكلما اقترب الى نهايته كلما أوغل في اللاوعي.
ثم ان حبط العمل بذاته من الأمور التي يصعب التحسس بها. أرأيت لو قيل لك أن ثواب حجتك التي أرهقت بها نفسك ، وأنفقت فيها مالا كثيرا قد ذهب أدراج الرياح بمجرد رفع صوتك في مجلس القيادة الشرعية. لا تصدق بذلك بسهولة ولكنه هو الواقع.
وأبسط دليل على تزيين الشيطان لنا مخالفة القيادة الشرعية ان المسلمين اليوم ـ كما في التاريخ ـ يتولون عن قيادتهم دون أدنى إحساس بالذنب ، بل ترى الكثير منهم يزعم أن لا علاقة للدين بشؤون الحياة الفعلية ، فلا حاجة الى الامام والقيادة الشرعية اليوم.
[٣] هل تريد أن تعرف مدى قبول أعمالك الصالحة ، قبل يوم القيامة ، أي قبل فوات الأوان؟ إذا تعال وقس نفسك بميزان القرآن كيف؟ أليست الفرائض ذات حكم وفوائد تتجلى في حياة البشر؟ بلى. إذا دعنا نقيس أنفسنا بمدى تحقق تلك الحكم والفوائد في أنفسنا وواقعنا من خلال الفرائض.
هل قبلت صلاتك أم لا؟ أنظر الى نفسك هل انتهت عن الفحشاء والمنكر
__________________
(١) الكهف / ١٠٤