واقتربت الى ذكر الله. فان كانت ، فقد قبلت صلاتك.
وهل تقبل منك الصيام؟ انظر الى مدى التقوى في نفسك ، فان زادت تقواها ، فقد تقبّل صيامها.
وبكلمة : إذا وجدت في نفسك علائم الايمان فاعرف بقبول إيمانك. ومن أبرز علائمها التسليم لقيادة الرسول من دون حرج ، ورعاية آداب التعامل معه ، فذلك دليل زكاة القلب ، وطهارته بالايمان.
(إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى)
وإذا كان معنى الامتحان لغويا تطهير الذهب من الشوائب بصهره ، فان امتحان القلب بمعنى تزكيته من الشك والشرك والكبر والحسد حتى يتهيأ للتقوى أي اتقاء الشهوات والذنوب ظاهرا وباطنا.
أما إذا كان الامتحان ـ في اللغة ـ بمعنى امتداد الجلد فمعناه هنا اتساع القلب للمعارف الإلهية مما يجعله يستوعب كلمة التقوى.
إن التقوى بذرة مباركة لا تنمو إلّا في الأرض النقية.
(لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ)
لأن طاعة الرسول (والقيادة الشرعية) والتأدب في حضرته واحترام مقامه ، إنها جميعا تشفع للذنوب فيغفرها الله ، كما ان معصية الرسول والاستخفاف بمقامه ومجافاته تحبط الأعمال الصالحة.