(فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى)
فلم تقبل بالصلح أو قبلت وغدرت.
(فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ)
هل يمكن أن نقيم السلام بالشعارات والمواعظ والمعاهدات ومجالس الأمن؟ قد يكون كل ذلك نافعا ، ولكنه ليس بمستوى وقف الحرب التي لا يخوضها الناس إلا بعد أن ييأسوا من تحقيق أهدافهم بأية وسيلة أخرى ، فيركبون مركبها الصعب ويتحملون مآسيها وويلاتها. فكيف يتوقفون عنها بنصيحة أو قرار؟
لا بد إذا أن يتحمل الناس كل الناس مسئولية الحفاظ على السلام ووقف نزيف الدم ، وذلك بخوض غمار الحرب بلا تردد ، وإلا فأن بغاة الفتنة سوف يحولون الأرض جحيما.
ولست أعرف مبدأ فرض على تابعيه هذا المستوى من المسؤولية الاجتماعية ، فالمبادئ الغربية ترى انتخاب النظام حقا ، بينما الإسلام يراه واجبا ، ويفرض على المؤمن الكفر بمن يطغى ويريد فرض نفسه على المجتمع حاكما من دون رضاهم ، كما يفرض القتال ضد الذين يبغون الفساد في الأرض.
ويحدد القرآن القتال بعودة الفئة الباغية الى أمر الله وقبولها بتطبيق حكم الإسلام في قضايا الخلاف بينها وبين الفئة الاخرى ، مما يدل على واجب التقيد التام بحدود العدالة في التعامل مع البغاة بالرغم من بغيهم واعتدائهم على السلام والأمن.
وإذا عرفنا ان هؤلاء يشبهون المعارضة المسلحة في عرف اليوم ، نعرف كيف ينبغي التعامل مع المعارضة في النظام الاسلامي بأن نعيدهم الى الحدود الشرعية