والممارسة القانونية لحقهم ، دون مصادرة حقوقهم وانتهاك حرماتهم والاشهار بهم وإغراقهم بالتهم الرخيصة ، فكيف باعتقالهم وتهجيرهم وتعذيبهم وقتلهم؟ كلا. إنّ الله سبحانه يحدد قتال البغاة بعودتهم الى أمر الله فاذا عادوا كان حالهم حال سائر أبناء الامة سواء بسواء.
(فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ)
ولا يجوز التمييز بينهما وبين الفئة الاخرى ، بمجرد أنها بغت عليها. إذ ان فرض عقوبات على هذه الفئة أو حرمانهم من حقوقهم يمهد لحرب جديدة ، إنما العدل وإقامة حدود الله على الجميع بلا تمييز يقضي على أسباب الصراعات الاجتماعية لأن وقود هذه الصراعات هم في الأغلب الفئات المحرومة التي يستغلها هذا أو ذاك.
(وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
لعل القسط هو التطبيق الدقيق والحازم لموجبات العدالة ، فهو الدرجة الأسمى للعدل. فكيف نحقق القسط في الفئتين المحاربتين؟
قد تكون الفئة الباغية (المعارضة المسلحة) فئة محرومة تاريخيا ، كالسود في أمريكا ، فتساويهما في الحقوق مع مواطنيهم البيض لا يكفيهم ، ولا يقضي على عوامل البغي المجرد ، إنما ينبغي توفير قدر أكبر من الفرص لهؤلاء لرفع حرمانهم مثل تخصيص ميزانيات أكبر لمناطق تواجدهم ، وقبولهم في الجامعات بشروط أخف وإعطائهم ديونا بلا فوائد و. و. والله العالم.
وقد جاء في سبب نزول الآية أقوال شتى مما يدل على ان ذلك كان مجرد تطبيق الآية على بعض الحوادث التي وقعت بين المسلمين وأكثرها كانت بين