الابن ، وكلما قويت واشتدت صلتنا بالأصل كلما قويت وتنامت صلتنا ببعضنا.
ومن هنا جاء في الحديث المأثور عن الامام الصادق عليه السلام : «المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد ، إذا اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في سائر جسده ، وأرواحهما من روح واحدة ، وإن روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها». (١)
وإنما نسب الوحي الاخوة الى الايمان (وليس الإسلام) لأن الإسلام مجرد التسليم للدين بينما الايمان وقر في القلب يفيض على كل جوانب حياة الإنسان ، والذي يرفع الناس الى مستوى الاخوة ليس مجرد التصديق المبدئي بالدين وإنما تطبيق تلك التعاليم القيمة التي تسقط الحواجز المادية والمصلحية التي تفصلهم عن بعضهم.
(فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)
ما دمنا إخوة ، فلا بد من ردم الفجوات التي تفصل بيننا ، وهدم الحواجز وسد الثغرات. أرأيت البنيان المرصوص ، وهكذا يكون بناء التجمع الايماني. أرأيت لو امتلئ بالثغرات والثقوب هل يكون البنيان مرصوصا ، وهل يصلح للبقاء طويلا؟
إن التعامل اليومي بين المؤمنين يستدعي إشاعة حالة السلام والصفاء والمودة بينهم ، وإلّا فإنّ التعامل ليس فقط يصبح صعبا ، بل يكون متلفا للأعصاب ويسبب تراكم السلبيات. ولو لا عملية الإصلاح اليومية التي يقوم بها المؤمنون تجاه إخوتهم فيما يشجر بينهم فإنّ تراكم السلبيات يمهد السبيل للصراعات الكبيرة التي قد تؤدي الى حالة الاقتتال ، لأن كل واحد يستقطب طائفة من المؤمنين حوله
__________________
(١) بحار الأنوار / ج ٧٤ / ص ٢٦٨