وَالتَّرائِبِ» (١) أي صلب الأب وترائب الأم.
وهذه البصيرة القرآنية تنفي الفكرة الجاهلية التي كانت تزعم ان رحم الأم مجرد وعاء لنمو نطفة الأب ، وصادروا بذلك حق المرأة في انتساب الطفل إليها وقال قائلهم :
بنونا بنو آباءنا وبناتنا |
|
بنوهن أبناء الرجال الأباعد |
كلا .. الأم أحد الشريكين في الخلق ، واحترامها يساوي أو يفوق احترام الأب في الشريعة.
وهكذا تنفي الآية العنصرية الجنسية التي ابتلى بها الجاهلون العرب قبل الإسلام ، ونادى بالمساواة بين الذكر والأنثى فيما يرتبط بأصل الخلق.
(وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ)
قالوا : الشعب مجموعة القبائل كمضر وعدنان ، بينما القبيلة هي تفرعات الشعب ، وقال بعضهم : الشعب من ينسب الى الأرض ، بينما القبيلة تنسب الى أصلهم. وقال آخرون : الشعب هم قبائل غير العرب .. وأنى كان فان هذا التقسيم الذي يبتدأ بوحدة الأسرة ثم يتوسع الى العشيرة ثم الفخذ والبطن حتى يصل الى العمارة والقبيلة ثم الشعب ، لم يكن عبثا ، وإنما بهدف التعارف.
(لِتَعارَفُوا)
فمنطق الصراع الذي اختلقه داروين مرفوض في الحياة البشرية ، إنما الناس
__________________
(١) الطارق / ٦ ـ ٧