اختلفوا ليمارس كل دوره بحرية ولتتنامى تجربة البشرية عبر تنوعها ، ولكي يغني كل فريق تجارب غيرهم بما اكتشفه من تجارب .. وبالتالي ليتعارفوا.
بلى إن ذات الحكمة التي شرعت الأسرة من أجلها قائمة في بناء الوحدات الاجتماعية الأخرى كالعشيرة والقبيلة والشعب.
وهذه البصيرة تهدينا :
أولا : الى مشروعية هذه التقسيمات الطبيعية وانها ـ في الأساس ـ نافعة ، وعلينا أن نعيدها الى طهرها ، بعيدا عن كل ألوان العصبية والتعالي لنجني ثمارها الطيبة.
وهذا ما يدعو اليه الإسلام كما جاء في النصوص الدينية من ضرورة صلة الرحم والتواصل مع العشيرة جاء في الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنه قال : «لا يدخل الجنة قاطع رحم» (١).
وقال : «لما أسري بي الى السماء رأيت رحما متعلقة بالعرش تشكو رحما الى ربها ، فقلت لها : كم بينك وبينها من أب ، فقال : نلتقي في أربعين أبا» (٢).
وجاء في رواية مأثورة عن أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ أنه خطب في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «لا يستغني الرجل وإن كان ذا مال وولد عن عشيرته ، وعن مداراتهم وكرامتهم ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم ، هم أعظم الناس حياطة له من ورائه ، والمهم لشعثه ، وأعظمهم عليه حنوا ، إن أصابته مصيبة ، أو نزل به يوما بعض مكاره الأمور ، ومن يقبض يده عن عشيرته ، فانما
__________________
(١) بحار الأنوار / ج ٧٤ / ص ٩١
(٢) المصدر /