وكيف ينقص الله الغفور الرحيم شيئا من أعمال عباده التي تحصن بالطاعة لله وللرسول؟ ونستلهم من هذه الآية ان مقايس الايمان الحق هو الطاعة ، ذلك أن الطاعة امتحان صعب ، إنها خروج عن زنزانة الذات الى رحاب الحق ، وتجاوز لحواجز المادة ، وانطلاق في ميادين الخيرات.
[١٥] وجاءت الآيات التالية تبين شروط الايمان أو ليس الايمان هو القوة التنفيذية لكل تعاليم الوحي ، وهو روح المجتمع الدافعة من دونها تصبح أنظمتها حروفا بلا معاني؟
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا)
متى يرتاب المؤمن؟ عند ما يكلف بمهمة صعبة توسوس له نفسه في صدق إيمانه ، أما من محض الايمان فانه كالذهب الخالص كلما تعرض لنيران الصعاب كلما ازداد جلاء ونورا.
(وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ)
إن الجهاد بذل ما يسعه من الجهد في سبيل الله ، ولا يكون ذلك إلا عند ما يخلص القلب من شوائب الكفر والشرك والنفاق.
(أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)
إنها حقيقة الايمان التي تتجلى في الطاعة والجهاد ومن دون الوصول الى هذه الحقيقة لا يمكن تصديق إيمان الفرد ، أما إسلامه فهو صادق بمجرد قبوله دين الإسلام والتزامه به.
[١٦] والذي يكابر ويدعي أنه مؤمن برغم كل ذلك فانه قد سفه نفسه ، كيف