يزعم بأنه يعلم الله دينه أو ليس الله محيطا علما بكل شيء؟
أولئك قوم من أعراب بني أسد ـ حسب المفسرين ـ قدموا على رسول الله في سنة جدبة ، وأظهروا الشهادتين (رغبة في عطاء الرسول ليس إلّا) ، لم يكونوا مؤمنين في السر وأفسدوا طرقات المدينة بالمخدرات ، وأغلوا أسعارها ، وكانوا يقولون لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ (وهم يمنون عليه) أتيناك بالأثقال والعيال ، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان ، فأعطنا من الصدقة وجعلوا يمنون عليه فأنزل الله «قالت الاعراب» الآية. (١)
(قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُمْ)
بأنكم مؤمنون حقا.
(وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
[١٧] الايمان نعمة كبري لا تساويها نعمة ، وحين يزكي الإنسان نفسه ويروضها بالتقوى ، ويسعى لرؤية الحقائق ، حينئذ يتجلى الله لقلبه ، فيرى الله بنور الايمان ويرى بنور الله كل شيء.
(يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ)
لأن الإسلام إذا كان لهدف مادي فهو إذا لمصلحتهم ولا يستدعي المنّة ، وإن كان إخلاصا لله ، فان الله يمن عليهم به وبما يليه من الايمان.
__________________
(١) القرطبي / ج ١٦ / ص ٣٤٨