[٣] لقد أثار تعجب الكفار إنذار القرآن بيوم القيامة .. قالوا كيف يجمع الله أعضاء الإنسان بعد الموت وتحولها إلى ذرأت في التراب؟ وأغرب من ذلك كيف تصير إنسانا سويا؟
(أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ)
إنهم لا يؤمنون بإله قادر يدبر شؤون الخلق ، فعارضهم القرآن ، ولا يؤمنون بالمسؤولية في الحياة ، فجاءهم بخلاف هذه العقيدة ، فرفضوه لعدم ألفتهم به ، وما ذلك سوى منهج الجاهلين الذين يعادون ما لا يعلمون ولا يصدقون إلّا بما يألفون من حقائق ، بينما العلماء وأولو العقل يبحثون عن الحقائق ويقولون : نحن لا نحيط علما بكل شيء ، إذا دعنا نبحث بايجابية. فربما كان هذا واقعا ونحن لم نعرفه ، أو لم تكن هذه إلّا حقائق كنا نجهلها ثم عرفناها ولم نكن نألفها ثم ألفناها ، فلما ذا ننكر رأسا كل ما يقال لنا أليس ذلك من الغباء؟
وعموما التعجب من الجهل وقلة الوعي ، ومتابعته من الجهالة والحمق.
[٤] ولكن القرآن يعالج هذا التعجب ، ويبين قدرة الله على جمع أجزاء الإنسان وبعثه مرة اخرى بلى. قد يتحلل كيمياويا في التراب ، وتتبعثر عناصره ال (١٣٠) هنا وهناك في صورة ذرأت تنقلها الأيدي ، أو تذروها الرياح ، ولكنها تبقى معلومة عند الله عزّ وجلّ ، ومحفوظة في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.
(قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ)
إذ تتحلل أوصالهم في ترابها.
(وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ)