[٦ ـ ٧] ولو أن الكفار الذين يشكون في البعث نظروا إلى الخلق وتفكروا فيما عليه من النظم والتدبير لما تعجبوا من فكرة البعث ، لأن عقدة هؤلاء الأساسية هي شكهم في قدرة الله على ذلك. وشكهم هذا تعبير عن جهلهم ، فاذا تفكروا في خلق الله وازدادوا معرفة به وبآياته المتجلية في الكائنات ، لهداهم ذلك إلى الايمان بقدرة الله. أترى السماء على سعتها ومتانة خلقها وما فيها من الإبداع ، والأرض التي ذللها الله ، وألقى على ظهرها الجبال العظيمة تحفظ توازنها ، وأوجد فيها كل ما يحتاج اليه ليصلح عيشنا فيها. كل ذلك أفلا يهدينا إلى قدرة الله على إحيائنا بعد الموت؟!
(أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها)
بالكواكب التي تتناثر على بساطها البديع ليلا ، واللون الأزرق الهادىء بالنهار.
(وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ)
فهي محكمة في بنائها ، لا ثغرة ولا كسرة.
(وَالْأَرْضَ)
لننظر إليها هي الأخرى ، ونتفكر في خلقها.
(مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ)
ولم يقل جبالا ، لأن كلمة الجبال لا تعبر عن دور الجبال في حفظ توازن الأرض كالمرساة التي تثبت السفينة في عرض البحر وفي أطراف الموانئ.
ومع ذلك ما كانت الأرض تصلح لعيش الإنسان عليها لو لم يتوفر فيها ما