إليك منها مصون السر عن النظر إليها ، مرفوع الهمة عن الاعتماد عليها» (١) ولا يرتقي إلى هذه المعرفة إلّا من عبدالله حق عبادته وتاب اليه كلما أخطأ.
[٩ ـ ١١] ثم لينظر الإنسان إلى قطر السماء حينما ينزله الله فيحيي به الأرض ، إن ذلك مثل قريب على البعث يوم القيامة.
(وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً)
ينطوي على الخير والفضل ، والبركة في اللغة تعني النماء والتكامل ، وهو بالفعل فور ما ينزل الغيث يفجر خيرات الأرض ، فاذا بها بعد أن كانت صحراء قاحلة تنفرش بحلة خضراء.
(فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ)
والجنات هي الأشجار الكبيرة التي تدوم كالرمان والعنب ، بينما حب الحصيد إشارة إلى الزروع التي يحصدها الإنسان كل عام ليزرع غيرها في الأعوام اللاحقة كالحنطة والشعير والذرة.
(وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ)
أي طويلة مرتفعة بسوقها.
(لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ)
والطلع هو عروق النخل أول طلوعها بين الليف والسعف. أما النضيد فهو المنظم وهو حال الطلع مما يجعله أفضل في نمائه.
__________________
(١) مفاتيح الجنان / دعاء عرفة / ص ٢٧٢ (طبعة دار إحياء التراث العربي).