القلم ست ساعات عن العبد المخطئ أو المسيء ، فان ندم واستغفر منها ألقاها ، وإلّا كتب واحدة» (١) وفي كتاب سعد السعود : «إنهما يأتيان المؤمن عند حضور صلاة الفجر ، فاذا هبطا صعد الملكان الموكلان بالليل ، فاذا غربت الشمس نزل اليه الموكلان بكتابة الليل ، ويصعد الملكان الكاتبان بالنهار بديوانه إلى الله عزّ وجلّ ، فلا يزال ذلك دأبهم إلى وقت حضور أجله ، فاذا حضر أجله قالا للرجل الصالح : جزاك الله من صاحب عنّا خيرا ، فكم من عمل صالح أريتناه ، وكم من قول حسن أسمعتناه ، ومن مجلس خير أحضرتناه ، فنحن اليوم على ما تحبه شفعاء إلى ربك. وإن كان عاصيا قالا له جزاك الله من صاحب عنّا شرا ، فلقد كنت تؤذينا ، فكم من عمل سيء أريتناه ، وكم من قول سيء أسمعتناه ، ومن مجلس سوء أحضرتناه ، ونحن لك اليوم على ما تكره ، وشهيدان عند ربك». (٢)
الثاني : وقد يكون المعني بذلك النفس الأمارة بالسوء والأخرى اللوامة التي يضل الأولى منهما الشيطان ، ويرشد الأخرى ملائكة الله ، ولعل وسوسة النفس وحديثها من ذلك.
قال الصادق (عليه السلام): ما من قلب إلّا وله أذنان ، على أحداهما ملك مرشد وعلى الآخر شيطان مفتّن ، هذا يأمره وهذا يزجره ، الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها وهو قول الله عزّ وجلّ «عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ» (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (٣).
وقال (ع): ما من مؤمن إلّا ولقلبه أذنان في جوفه ، أذن ينفث فيها الوسواس الخناس ، وأذن ينفث فيها الملك ، فيؤيد الله المؤمن بالملك ، فذلك قوله
__________________
(١) المصدر
(٢) المصدر / ص ١٠٩
(٣) أصول الكافي / ج ٢ ـ ص ٢٦٦ طبعة الآخوندي.