«وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ». (١)
وقال أمير المؤمنين (ع): «إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي ، وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي ، فهي معه تهتز سرورا عند إحسانه ، وتسبح في الثرى عند إساءته ، فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا وتربحوا نفيسا وثمينا ، رحم الله امرء هم بخير فعمله ، أو هم بشر فارتدع عنه ، ثم قال : نحن نؤيد الروح بالطاعة لله والعمل له». (٢)
[١٨] والإنسان يبقى يتأرجح بين الاستجابة لنداء الحق (الفطرة والعقل والوحي وإمام الحق) ، وبين الانصراف عن كل ذلك إلى نداء الباطل (النفس الأمارة والشيطان ، وإمام الضلال) ، وهو في ذلك غير محاسب على أفكاره ، ولكنه إذا حسم الصراع بين هذه القوى ، والتردد في نفسه بالإرادة سجل عليه موقفه.
(ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ)
خيرا كان أو شرا.
(إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
يكتب كل ما يصدر منه ، ويضمه إلى كتابه الذي يتقرر مصيره على ضوء ما فيه ، فاما تغلب الحسنات السيئات فيتسلمه بيمينه وتسوقه ملائكة الرحمة في زمرة المتقين إلى الجنة ، وربما أخذ إلى النار قليلا ليطهر ، وأما تغلب الأخرى فيأخذه بشماله ، وتسوقه ملائكة العذاب إلى جهنم ليلبث فيها أحقابا أو يخلد في العذاب
__________________
(١) المصدر / ص ٢٦٧
(٢) المصدر / ص ٢٦٨