(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ)
والأمن والسلام من أهمّ الحاجات النفسية للبشر ، ولا يبلغ غاية الاطمئنان في الدنيا والآخرة إلّا المتقون ، ذلك انه لا يحصل إلّا بذكر الله عزّ وجل ، وباتباع منهاجه في الحياة ، فقد أسّس الله الكون على الحق والعدالة ، ومن يتبع المنهج الربّاني وحده يستطيع العيش مطمئنا وفي مقام أمين من المكاره.
(فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ)
تلك الأجسام النضرة الناعمة تميس في الجنان الخضرة بين العيون الرقراقة ، وعليها ثياب الزينة من سندس (حرير ناعم لطيف) ومن إستبرق (حرير ضخم يتلألأ) وتراهم يتقابلون في مجالس الأنس لا يشوب صفاء قلوبهم حقد أو حسد أو غل أو كبر ، فهم إخوان متحابّون كما كانوا في الدنيا ترفرف على رؤوسهم رحمات الله وبركاته ، ونعم أجر العاملين.
[٥٤] ويستمر القرآن في بيان جزاء المتقين فيقول :
(كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ)
وكذلك تكتمل نعم الجنة بالزواج من نساء جميلات يتجلّى جمالهن في العيون الواسعة الحوراء ، ولعل صيغة الماضي في الزواج تدلّ على أنّ الله زوّج الحور العين لأوليائه بعلمه في الدنيا ، بما قاموا به من عمل ، بلى. لكلّ زواج مهر ، ومهرزيجات الجنة الأعمال الصالحة في الحياة الدنيا.
[٥٥] ومن نعيم الجنة أن يجد أهلها ما يطلبون دون أدنى تعب.
(يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ)