هكذا جاء في دعاء الامام الحسين عليه السّلام : «عميت عين لا تراك عليها رقيبا» (١)
[٧] وفي الآية التالية ينذر الله من لا يتبع هداه بالويل :
(وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ)
ويطرح السؤال التالي : ما هي علاقة هذه الآية بما تليها؟ يبدو أنّ هنالك علاقة واقعية ونفسية :
ألف : فالعلاقة الواقعية أنّ الذين لا يؤمنون بالله ولا يغمر قلوبهم نور المعرفة الالهية سيأفكون عن الحق ، ويقولون الكذب ، بل إنّ كلّ عمل يعملونه وكلّ خطوة يخطونها وكل هاجس من هواجسهم يحملهم إلى الافك والإثم ، ومثلهم مثل الآلة الحاسبة التي تركّب على أساس خاطئ فإنّ كلّ عمليّاتها خطأ ، وكذا الآلة الطابعة التي تركّب الحروف فيها على أساس خاطئ فكلّ كلمة تكتبها تخرج خاطئة ، ذلك أنّ الايمان بالله لا غيره هو الذي يحلّ طلاسم الحياة وأسرارها ، كيف وجد هذا الكون الهائل ، وإلى أين يصل ، وإلى أين ينتهي ، وما حكمة خلقه ، وما هي غاية وجودنا فيه؟
بلى. إنّ الإنسان الذي يسلب منه الايمان لا يستطيع أن يعرف طبيعة الحياة ، ولا يصمد أمام مشاكلها ، ويمضي حياته في الكدح العابث.
باء : العلاقة النفسية فهي أنّ قلب الإنسان وعقله وفطرته قد خلق كلّ ذلك على أساس معرفة الله (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) (٢) ، ولكن بسبب العمل
__________________
(١) دعاء عرفة / الامام الحسين (ع) / مفاتيح الجنان
(٢) الروم / ٣٠