الفاسد الذي يرين على القلب ينتكس الإنسان ، وتتراكم عليه حجب الضلالة والعصبيات والعقد فلا يرى الحقائق.
ولذلك جاء في الدعاء المأثور عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ :
إلهي قلبي محجوب ، ونفسي معيوب ، وعقلي مغلوب ، وهوائي غالب ، وطاعتي قليل ، ومعصيتي كثير ، ولساني مقرّ بالذنوب ، فكيف حيلتي يا علّام الغيوب ، ويا ستّار العيوب ، ويا كاشف الكروب ، اغفر ذنوبي كلّها بحرمة محمّد وآل محمّد ، يا غفّار يا غفّار يا غفّار (١)
فقلب الإنسان يحجب بالغفلة ، وسبب كلّ ذلك تراكم الذنوب ، لهذا يجأر المؤمن منها ، ويدعو الله بغفران ذنوبه ، متوسّلا بحرمة محمّد وآله ، حتى يعود القلب إلى فطرته النقيّة. ويزيل الله سبحانه الحجب عن القلب بطرق شتى ، منها إثارة حبّ الذات عبر التخويف والترهيب ، وبيان انّ الابتعاد عن الحق لا ينفع الإنسان شيئا ، بل هو الويل وعذاب الخزي لكلّ أفّاك أثيم ، والويل هو الهلاك ، وهو واد في جهنّم ، ممتلئ قيحا ، والويل في الآخرة تجسيد للويل في الدنيا ، وقد أعدّه الله المنتقم الجبّار لكلّ أولئك الذين يأفكون الكذب باستمرار على الله عزّ وجل ، ويجترحون السيئات.
[٨] (يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً)
يصرّ على كفره استكبارا على الحق الذي يسمعه. إنّه يسمع آيات الحق ولكنّه يمرّ ..
(كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها)
__________________
(١) دعاء الصباح / مفاتيح الجنان